الجمعة، أبريل 22، 2011

مصلحتي ( خاصة ام عامة؟ )

من منا ليس له هم يخصه وحلم يراوده وطموح يسعى لتحقيقه وصورة يراها لنفسه بعد عقد أو عقدين من الآن ، يشمر لها ويجد ويجتهد لأجلها ، بل و يناوش ويقاتل أحياناً لإزاحة العقبات من أمامها ،
وفي سيرنا هذا الحثيث والواعي لتحقيق الهدف الخاص ، تجد البعض منا يساهم في مصلحة العامة إن استطاع أو قُدر له أو تيسر ، دون مشروع أو برنامج و دون همّ أو حلم أو حتى طموح ، فنجد لنا بصمة بفكره نطرحها للعموم يوماً أو أياماً ، أو بجهد نبذله ضمن مجموعة لخدمة المجموعة ،
ثم نغيب أو نغيب متى ما أحسسنا أن الهم ( الخاص ) والهدف ( الخاص)  بدأ يتعرض للمعوقات والمطبات ، فنستجمع القوى و ندخر الجهد ونعد العدة و نرص الجند ( كل الجند ) لخوض معركتنا الخاصة وهمّنا الخاص فنغيب و نغيب ولا نحس بغيابنا عن الهمّ العام و الشأن العام ، بل إن البعض فينا يُسَخِر العام بكل تنوعه وتوزعه على العموم لهمّه الخاص وهدفه الخاص ( و ما أكثر هؤلاء هذه الأيام ) فبدا للكثيرين منا ضبابية في الرؤية فلم نعد نميز ما كان للعموم وهدفه العموم ، وما كان للعموم وهدفه الخصوص ،
حتى ضاقت بنا أنفسنا من سماجة ما نرى ويُرِينا البعض أنه المُخَلِص للأمة و المجتهد لخدمة الناس و مصالحهم ، ونرى من حاله ونشاهد ما من هوله
نتقبل التعازي في أفهامنا و سذاجة تقبلنا و براءة جهودنا التي نسخرها بإرادتنا لأمثال هؤلاء ؟؟؟
بسم المصالح العامة و الصالح العام... وكل جديد على منصب يفد يقول :نؤصل ونرسي أصول العمل المؤسسي ....فقُتلنا نحن معاشر المتأثرين بالشعارات و المدافعين عن مطلقيها بنوايانا الطيبة ونواياهم ( الخاصة)
ألستم معي إنها من أمارات و علامات الساعة ؟؟؟

وصنف آخر منّا :يجد ويجهد ويتعب للصالح العام أو هكذا يتصور هو ويجعل ( الخاص ) في المرتبة الثانية وبعد سنين يقضيها على هذه الحال تبعده عن نقطة البداية و تقربه أكثر من نقطة نهاية الحياة المهنية ( التقاعد ) وفي لحظة لا تدري كيف أتت أو من أشعل شرارتها يتحسر على كل ما قدم ويسترجع كل ما فاته من فرص ( خاصة ) ويردد ذكرها أمام العام و الخاص وكأنه يقول : كل هذا التفريط في الفرص كان لحساب المصلحة العامة ومن اجلها !!!! ثم تراه يلملم أوراقه ويعيد ترتيبها فالوقت المتبقي قليل ولا بد من مضاعف الجهد وزيادة الانجازات حتى تليق النهاية بما يتصور أنه يستحق ، فتجده ينّظر لمشاريع ويطور لبرامج ويعقد لقاءات ويدعوا لاجتماعات ويرفع شعارات ويشارك في كل شاردة وواردة في سنة أو سنتين أكثر مما شارك في مدة 30 سنة ، حتى ولو تخلى عن النوم أو حتى الراحة ، حتى ليقول الناظر لحاله:مثل هذا وصل للنضج المهني و الوظيفي واستدل على أسرار النجاح ،
وما علم المسكين أين يكمن السر ؟؟؟؟ وفي هذا كله لم يعد يفكر في العام لأجل العام بل العام هو طريق النجاح الخاص والخاتمة المستحقة ، فكم من كوادر بشرية يسخرها و كم من ميزانية ينفقها ،
وبلدي تتيح لمثله أن يفعل ذلك فما زلنا بعد اكتشاف النفط بسبعة عقود أو أقل نسير في تطورنا وخططنا بأفكار ومبادرات فردية ، والمؤسسية شعار نرفعه لا وجود له .آن لمثله أن يترجل كيفما يشاء أن يترجل !!.. فمجتمعنا هذه سيرته وديدنه ..
أضرب لهذا النوع أمثلة أم أن عندكم من الأمثلة ما يفوق ما عندي بكثير ؟؟!!
كل التحية للجميع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق