الجمعة، أبريل 22، 2011

قليل يُكرِم ، وكثيرٌ يُكعِم ...

زرت رجلاً لأول مرة فاجتهد في إكرامي ومن ذلك أن لما جاءوا بالقهوة كانت فناجيليها صغيرة لدرجة ملفتة ... تذكرت حين رأيتها حالنا و أيقنت أن الأهمية ليس بالكمية ولا بكبر الصينية ....ومن ثم سرحت في سماء قريبة لميدان حبيب ( التعليم ) فبدأت أعقد مقارنات ما أنزل الله بها من سلطان ....أيهما يوحي بالكرم و الخصوصية ولها برتوكول خاص لدينا ... إكرام الضيف بالقهوة أم بالشاهي ؟؟؟؟ وجدت أن القهوة هي عنوان كرمنا ونعمل في سبيل ذلك الأفاعيل من حيث طريقة عملها وتبهيرها وصولً لشكل الفنجال الذي تصب فيه بل وحتى القدر إلي يُصب في الفنجال وان يكون قليلاً .... ومن ثم هذه فناجيل القهوة على أنها عنوان كرم إلا أن لها ميزة ليست لفناجيل ( بيالات ) الشاهي ألا وهي أنك تستطيع أن تحمل خمسة منها أو أكثر متداخلة في بعضها في يد واحدة ومن ثم فالعدد الكبير من هذه الفناجيل لا يأخذ حيزاً على صينية التقديم ...في حين أن العدد القليل من فناجيل الشاهي يأخذ حيزا ولا يمكن أن نضع فنجال في جوف آخر .....حتى الذي يعد الشاهي والقهوة تعلمنا منذ الصغر أن اسمه قهوجي ... نسبة للقهوة ..فتعجبت منّا نحن العاملون في الميدان من مثله مثل فنجال القهوة عطائه قليل ( ولكنه مبارك – على قاعدة قليل القهوة كرم ) وفي ذات الوقت هو يحتوينا أو قل يحتوي الكثير مثل فنجال القهوة بعضها يحوي بعض ..والبعض الآخر منا مثله كمثل فنجال الشاهي عطائه كثير (الفنجال معبا لين آخره ) ولكن لا يحتوى غير نفسه ومن ثم فهو فارغ أو ممتلئ لوحده يشغل حيزاً كما يشغله من بجواره .... والكثير الكثير منه قد يوحي بالكرم أما القليل فلا كرم ولا مكانة .... فكم هي العبرة والفرق من قليل يُكرم وكثير يُتخم وبين صغير يحوينا وكبيرٍ لا يجارينا ...فأيقنت أن العبرة ليست بكثرة العطاء أو قلته بل هناك سر يجعل القليل كرم و الكثير ( عادي ) فانتبهت على وقع خطى المضيف وهو آتٍ بالشاهي ... فانتهت حماقاتي على خير ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق