الاثنين، أبريل 25، 2011

تونس الشاهد و المشهود

عندما يفر الحاكم بأهله ليلاً ودن سابق إنذار فهذا يعني أن على باب القصر العدو مشهراَ سلاحه و أن الدولة استبيحت ، مثلما حصل لآل الصباح في الكويت عندما استباح صدام كل شئ وهذا يفهم و يسير في السياق الطبيعي للأمور ...

ولكن لما فر ( زين العابدين بن علي ) ليلاً من تونس لا يلوي على شئ لم يكن العدو من بباب القصر حاملاً عليه السلاح مستبيحاً للحرمات ، بل كان الشعب هو من وقف بالباب يقول:

يا سيدي لم يعد لك مكانٌ بيننا !!!

لم يكن العدو بالباب بل كان الشعب الذي طالما استعداه بن علي ولم يأبه له !!



لا أدري لما انتظر التونسيون أكثر من عقدين حتى يقولوا كلمة مشروعة ( كفاية يا ابن علي كفاية ) !!!

أم أننا معاشر العرب دائما ما ننتظر جيلاً جديداً يصحح المسار !!!

وغير تونس الكثير تنتظر الفرج على يد أجيال قادمة !!!



في اليومين الماضيين في تونس من وقف و تصدى لإرادة حكومة ( فاسدة ) ليقول لها ( كفاية ) كان مصيره الموت بنار هذه الحكومة ، ومن تخفى في بيته الخوف يجلله من قدمه لأعلى رأسه ظهر صوتاً او صوتاً وصورة على الشاشات يحلل الموقف ويصف شجاعة الشعب التونسي !!!

دائما منا من يدفع الفاتورة عنه و عن البقية و دائما منا ( حتى ونحن في قمة المحن ) من يقطف الثمار الناضجة هي حالة عربية بامتياز !!!

في تونس كانت الدماء في حدها الأدنى عند تغيير حاكم و انتفاضة على ظلم وما ذاك إلا لأن الشعب التونسي شعب قد تشرّب المدنية و الحضارة من نعومة أظفاره ( قلباً و قالباً ) !!



من يحكم تونس بعد اليوم ليس شيخا قد شاب رأسه في أروقة الحزب الحاكم ( المنحل ) ولا ابن من أبنائها هرب للخارج معارضاً للحاكم من الخارج .... من يحكم تونس اليوم هو ذاك الشعب الذي طاله الأذى و عاني ويلات نظام

( غير منظم ) لأكثر من عقدين من الزمن ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق