الخميس، مايو 19، 2011

صراع التيارات ... وميلاد ديمقراطية من نوع آخر !


من جديد أعود للحديث عن صراع التيارات لدينا  وإن كانت في مجملها تيارين ( علماني أو ما يسمى الليبرالي و التيار الديني ) ففي عودتهما للمواجهات العلنية من جديد في هذا الوقت بالذات إشارات و دلائل لقادم الوضع بينهما ، فحالياً بدأت عجلة الانتخابات البلدية ( الصورية في نظري ) و هي الفرصة المناسبة لترشح محسوبين على التيارين لأجل بيان العمق الاستراتيجي لكل منهما ، من هنا أستشرف المستقبل بالقول :
 أننا  نقف على أعتاب مرحلة مرت بها كثير من الدول التي لا تتمتع بخصوصيتنا ( على حد زعمنا ) وهي مرحلة ميلاد العملية الديمقراطية والتي تمر بمخاضات عسيرة دوماً قبل الوصول لمرحلة ميلاد الأحزاب السياسية ، منها مرحلة التكتلات النيابية على اعتبار أن المجلس النيابي ( مجلس الشورى لدينا ) مجلس يصل إليه الأعضاء من الدوائر الانتخابية  ( وليس بالتعيين ) و هي المرحلة التي ستكون قادمة ولا محالة  .
 عموما الانتخابات البلدية هي البداية لكل البدايات في تصور دولة عصرية تؤمن بتعدد الآراء فلا تقف مع هذا الطرف أو ذاك وبالتالي تعطي الجميع فرصة في إثبات جدارته و قبوله الاجتماعي ومن ثم تفويض الشعب له بالقيام بمهام تشريعية و تنفيذية في نظام الحكم المدني و تشكيل مؤسساته .
أعود للقول أن هذا الصراع ( بين التيارين )  قديما قدم تأسيس الدولة لدينا ، وفي كل مرة كان يتطور لمراحل قد تؤجج الشارع كان القرار الحكومي يتخذ بدعم توجه ما أو حل وسط حول القضية  ( شماعة النزاع ) وهذا الوضع لن يستمر طويلا ،  فرأس الحربة في حللت هذه الصراعات هم المحسوبين على التيارين داخل أجنحة السلطة و الذين بدأوا يفقدون المصداقية في الشارع ولن تعود لهم .
العوائق أكثر من أن تحصى في طريق قيام مثل هذه الحركة المدنية المنتظرة، ولكن لن يطول الحال قبل الشروع في البدايات، حيث الوضع الراهن لا يرسل أي رسائل إيجابية حول سلاسة عمل الأجهزة الحكومية و آليات الرقابة حوله ، وهذا الأمر هو الذي سيحرك العجلة الواقفة والتي ستسير بدفع من التيار الأقوى .
تحياتي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق