السبت، فبراير 12، 2011

حوار الواقع ... ( في ليلة سقوط مبارك )

تعودنا في العالم العربي على وجود أناس لا يرون للحاكم مثيلاً ولا يرون له أخطاء ، ولا يعترفون للشعب بفضل بل الفضل للحاكم ( بأمر الله أو بغير أمره )وطبعا هذا الفكر هو بذرة بذرها المستفيد منها و رعاها و سقاها ولا إشكال في وجود هذا التيار ( الذي تأسس منه البلطجية في مصر على الخيول والبغال ) ولكن الإشكال أن يحاول من ينتمي لهذا التيار الفكري أن يقنع النخب المتعلمة بأن أساليب الحكم قبل خمسين سنة هي التي تصلح لنا اليوم ، و أن الحاكم ( بأمر الله أو بغير أمره ) هو المعصوم، وأن الخلل في أفكار الناس و تصوراتهم !!!ويبقى الإشكال قائماً ( عند هؤلاء ) في عدم رؤية خيارات وسط بين أن يبقى الحاكم له ( كلّ السمع وكل الطاعة عمياني ) وبين الخروج عليه و المطالبة بتغيره !!!والخيارات الوسط كثيرة جد كثيرة ... قمن توسيع قاعدة المشاركة، إلى تحجيم تولي من هو فوق المحاسبة إدارة عامة، إلى تأسيس مجالس مناطقية و شورية بالانتخاب المباشر من الشعب، إلى فصل السلطات، إلى تحرير القضاء ... الخ كلّ هذه وغيرها لا تعني لهؤلاء إلا خروجاً على الحاكم !!!أرأيت أعظم من هذه المصيبة الفكرية ؟؟؟من هنا وهناك وجب علينا هنا - الفيس بوك- إلى الأكبر منه و الأكبر إلى مجالسنا و تجمعاتنا أن ندير مثل هذا الحوار في تطوير وسائل و أساليب و أدوات حكم شعب متعلم وثروة نفطية هائلة يطالب الجميع بعدالة توزيعها ... كأني بالبعض هنا لم يع مثل هذه المصطلحات أو يخاف من تداولها لظنه أنها تُهم تمس بأمن الدولة !!الشعوب العربية وخلال عقود من ممارسة سالبة للحكم و انفتاح على كل الدنيا من خلال وسائل الاتصال الحديثة و أهمها الانترنت باتت أكثر وعيا ممن يقول:هل وصلت الشعوب العربية للنضج الفكري لكي تدير أمرها ؟؟؟ أتراها قاصرة ومن يتولى الحكم رشيد رشيد !!!!الله كم هي الأمنيات و الأحلام في إدارة حوار جاد في البلد حول مواضيع من قبيل هذا تجعل التلاحم حقيقة وليس دعوى، وتجعل الحكم ثقافة و ليس سلطة ، وتجعل الحياة مشاركة وليست سيد وخادم !!!
تحياتي‏‏
في 11 فبراير، 2011‏، الساعة 11:35 مساءً‏‏

هناك تعليق واحد: